shabab kagoal

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجامعة منتدى شكل تانى


    تفسير سورة الطور

    فارس الرهان
    فارس الرهان
    Admin


    عدد المساهمات : 207
    تاريخ التسجيل : 21/04/2008
    العمر : 34

    تفسير سورة الطور Empty تفسير سورة الطور

    مُساهمة من طرف فارس الرهان الخميس أبريل 24, 2008 5:10 am

    سورة الطّـور

    « مكيّة ، وهي تسع وأربعون آية »
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    وَالطُّورِ (1) وَكِتَاب مَسْطُور (2) فِي رَقٍّ مَنشُور(3)وَا لْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7)مَا لَهُ مِن دَافِع (Cool يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (9)وَتَسِيرُ ا لْجِبَالُ سَيْراً (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) ا لَّذِينَ هُمْ فِي خَوْض يَلْعَبُونَ (12)يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً (13) هذِهِ النَّارُ ا لَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ (14)أَفَسِحْرٌ هذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (16) إِنَّ ا لْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَعِيم (17) .
    شرح المفردات الآيات (1 ـ 17)
    والطّور :الطّور ; الجبل ، وفي هذه الآية أقسم الله سبحانه بالجبل الذي كلّم عليه النبي موسى (عليه السلام) ; لتجلّي عظمة الله سبحانه في ذلك المكان.
    وكتاب مسطور في رَقٍّ منشور :المسطور: المكتوب. والرّق ما يُكتب فيه. والمعنى: أن الله سبحانه يقسم بالكتاب المكتوب في الرق المنشور. ويقصد به القرآن. وقيل هي صحائف الأعمال التى تنشر يوم القيامة، وقيل هو الكتاب الذي أودع سبحانه فيه ما كان وما يكون، كتبه للملائكة لتطّلع على ما فيه.
    البيت المعمور :الكعبة، وسميت بالبيت المعمور; لانها تعمر بالحج والعمرة. أي عامر بالعبادة، غير مهجور.
    السقف المرفوع :السماء.
    البحر المسجور :البحر المملوء.
    تمور السماء موراً :تتحرّك مضطربة بسرعة ، جيئة وذهاباً ، أي : تفقد نظامها وتتحرّك كما يتحرّك الدخان مضطرباً في الفضاء .
    في خوض يلعبون:يخوضون في الأحاديث والمعتقدات الباطلة،وهم لاهون عمّا أراد الله منهم.
    يُدَعّون :يُدفعون بشدة واحتقار.
    المعنى العام الآية (1 ـ 17)
    اختتم الله سبحانه سورة الذاريات بالوعيد والتهديد بالعذاب والعقاب للطغاة المجرمين، وابتدأ سورة الطور بالقسم المكرر والمؤكد على وقوع العذاب. أقسم الله سبحانه بالطور، بالجبل الذي كلم الله عليه موسى (عليه السلام)، ثمّ أكّد قسمه بالكتاب المسطور في رق منشور.. ذهب المفسرون إلى أن المقصود بالكتاب هو الكتاب الذي كتبه الله سبحانه لملائكته في السماء يقرأون فيه ما كان وما يكون، ومع هذا التفسير يكون وصفه بهذا الوصف تقريباً للصورة إلى ذهن المخاطب، فالكتابة تحفظ في عالم الإنسان على رقائق الورق والجلد وأشرطة الكومبيوتر... الخ .
    وذهب بعض المفسرين إلى أنّ المقصود بالكتاب هنا هو القرآن الكريم. وقال البعض هو صحائف الأعمال التي تنشر يوم القيامة، جاء ذلك في قوله تعالى: (وإذا الصّحف نُشِرَت ) .
    ثمّ أقسم بالبيت المعمور بالذكر والتوحيد والعبادة، وهو الكعبة المكرّمة. وذهب بعض المفسِّرين إلى أنّ البيت المعمور هو موضع تجتمع فيه الملائكة في السماء الرابعة للتقديس والعبادة، وهو من عوالم الغيب الخفيّة على الإنسان.. ومرّة أخرى يكرِّر الباري جلّ ثناؤه قسمه ، فيقسم بالسقف المرفوع ، بالسماء الدّالة على عظيم قدرته ، ويقسم بالبحر المسجور فينتقل بانصات المخاطب وإصغائه المسـترسل لاستماع القسم، ينتقل به إلى ما يفاجئه ، ويثير اسـتغرابه .. فالقرآن يرسم صورة البحر في هذه الآية ، وقد اسـتحال الماء ناراً ، فاشتعل كما لو كان الماء وقوداً قابلا للاحتراق ، وليس مادة تطفئ النار ، إنّها الصورة الغريبة المذهلة، والتفسير العَصِيُّ على الفهم البشري المألوف، غير أن الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة قد قرّبت صورة الفهم والتفسير وأصبح فهم تسجير البحار ، وتحولها إلى كتلة نارية ملتهبة بدلا من كونها ماء أمراً ممكناً وعادياً في منطق العلم . لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الماء مكوَّن من هيدروحين وأوكسجين ... وبتحلّل الماء إلى عنصريه الأوّلين; الهيدروجين سريع الاشتعال، والأوكسجين مادة مساعدة على الاشتعال، ويكون تسجير البحار أمراً عادياً .
    * * *
    أقسم القرآن بكلّ تلك المخلوقات: الطور، الكتاب المسطور، البيت المعمور، السقف المرفوع، البحر المسجور، لعظمة تلك المخلوقات الدالّة على عظمة خالقها.. مخاطباً النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إن عذاب ربك يا محمّد لواقع بأولئك المجرمين، ما له من دافع، إن ذلك العذاب سيكون يوم تمور السماء موراً، يوم تضطرب السماء، ويختل نظامها، وتتمزق بنيتها، ويوم تتحرك الجبال وتزول من أماكنها. إنه يوم الرعب والهول العظيم الذي يصوِّره القرآن في هاتين الآيتين ; مور السماء، والمور هو الجري السريع في لغة العرب، والحركة المضطربة. تتحرك الكواكب والنجوم والمجرات بسرعة واضطراب في الفضاء، كما تحرك الريح ذرات الغبار والدخان، وتعبث بها جيئة وذهاباً، وكما تحدث الكارثة في عالم السماوات، فإنها تحل بعالم الأرض أيضاً، وفي هذه الآية: (وتسير الجبال سيراً ) تصوير لإحدى مفردات الكارثة التي تكشف عن هولها في عالم الأرض يوم تنزلق الجبال وتتحرك من أماكنها وتندك وتنسف وتسوى في الأرض.. إنها الصورة المرعبة التي يعرضها القرآن في هاتين الآيتين، أحداث كونية مروّعة يتلوها يوم القيامة، وحق إذاً أن يصف القرآن حال المكذِّبين بالويل والثبور، لهم الويل والعذاب.
    إن كلّ تلك الكوارث تنتظر عالم الإنسان، وهو بين النجاة ومحنة العذاب يخوض في الجريمة واللهو والفساد ، وكأنّ ذلك المصير لا ينتظره .
    إنّ مصير أولئك المكذِّبين لدعوة الأنبياء اللاهين عما ينتظرهم من العذاب المهين، إنّهم سيُدعّون في نار جهنم دعّاً ، يُدفعون فيها باحتقار ومهانة ، كما يُدعُّ الحيوان . فيُقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون.
    إنّها صورة المهانة والإحتقار التي يعامل بها المجرمون، إنهم يُسألون بتوبيخ واستحقار: أجهنم هذه التي تصلون بها، أم سحر كما كنتم تقولون لمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عالم الدنيا ؟
    أم أنتم لاتبصرون هذه النار، إنّها حقيقة فاصلوها، وسواء عليكم صبرتم على العذاب أم جزعتم ، إنّكم باقون فيها جزاء ما كنتم تعملون ، إنّ خطاب التيئيس هذا يزيدهم عذاباً إلى عذابهم، ورعباً إلى رعبهم .
    * * *
    فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ا لْجَحِيمِ (18)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (19)مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُر مَصْفُوفَة وَزَوَّجْنَاهُم بِحُور عِين (20)وَا لَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِم مِن شَيْء كُلُّ امْرِئ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَة وَلَحْم مِمَّا يَشْتَهُونَ(22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24)وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض يَتَسَاءَلُونَ (25)قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26)فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ا لْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) .
    شرح المفردات الآيات (18 ـ 28)
    فاكهين بما آتاهم ربهم :متنعمين، متلذّذين بما أعطاهم ربهم من النعيم.الخاتمة والإفتتاح وحدة موضوعية متواصلة

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء يوليو 02, 2024 8:25 am