اتراه يعذبنى وانا احبه

الله غايتنا وهل من غاية اسمى واغلى من رضا الرحمن
وزعيم دعوتنا الرسول وهل لنا غير الرسول محمد من ثان
دستورنا القرأن وهو منزل والعدل كل العدل فى القرأن
وسبيل دعوتنا الجهاد وانه ان ضاع ضاعت حرمة الاوطان
والموت امنية الدعاة فهل ترى ركنا يعاب بهذه الاركان روى عن الحسن البصرى انه جلس ذات يوم يعظ الناس فجعلوا يزدحمون عليه ليقربوا منه

فأقبل عليهم وقال ...يا أخوانى تزدحمون علية لتقربوا منى
فكيف بكم غدا فى القيامة اذ قربت مجالس المتقين(اى من عرش الرحمن)
وأبعدت مجالس الظالمين وقيل للمخففين (أى فى الطاعات)جوزوا (اى تجاوزوا عرش الرحمن) وللمثقلين حطوا (اى بجانب عرش الرحمن)
ثم سأل نفسه ...امع المثقلين احط ام مع الخفين اجوز ثم بكى رحمه الله
حتى غشى عليه وبكى من حوله فأقبل عليهم وناداهم....يا أخوانى
الآ تبكون خوفا من النار الآ
من بكى شوقاالى الله لم يحرم غدا من النظر الى الله
يا أخوانى..... أتبكون من عطش يوم القيامة يوم يحشر الخلائق وقد ركبت شفاههم ولم يجدوا ماء الآ حوض المصطفى(صلى الله عليه وسلم) فيشرب قوم ويمنع آخرون الآ وأن من بكى من خوف عطش ذلك اليوم سقاه الله
من عيون الفردوس





ثم نادى الحسن البصرى رضى الله عنه واويلاهاذا لم يروى عطشى يوم القيامةمن حوض المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ثم بكى وجعل يقول والله لقد مررت ذات يوم بامرأة من المتعبدات وهى تقول الهى قد سئمتالحياة شوقا ورجاء فيك فقلت لها ... يا هذه أتراك على يقين عملك فقالت...حبى فيه وحرصى على لقائه بسطنى
اتراه يعذبنى وانا احبه فبينما انا كذالك أخاطبها اذ مر بى صغير من بعض اهلى فاخذته فى ذراعى وضممته الى صدرى ثم قبلته فقالت لى اتحب هذا الصبى قلت نعم قال... فبكت وقالت لويعلم الخلائق ما يستقبلون غدا ما قرت اعينهم
ولا تلذذت قلوبهم بشىء من الدنيا ابدا قال...فبينما انا كذالك اذ اقبل ولد لها يقال له ضغيم فقالت.. يا ضغيم اترانى اراك غدا يوم القيامة فى المحشر ويحال بينى وبينك قال...فصاح الفتى صيحة ظننت انه قد انشق قلبه ثم خر مغشى عليه فجعلت تبكى عليه وبكيت لبكائها فلما افاق من غشيته قالت له اتحب الموت قال نعم قالت لم يا بنى قال لأصير لمن هو خير منك وهو ارحم الراحمينالى من غذانى فى ظلمت احشائك وأخرجنى من اضيق المسالك ولو شاء لأماتنى عند الخروج من ضيق ذلك المسلك حتى تموتى انتى بأوجاعك لكنه برحمته ولطفه سهل على وعليك اما سمعته عز وجل يقول
(نبىء عبادى انى انا الغفور الرحيم* وأن عذابى هو العذاب الاليم"*
وجعل يبكى وينادى أواه أواه ان لم انج غدا من عذاب الله ولم يزل يبكى حتى غشى عليه وسقط على الارض فدنت منه
امه فلمسته بيدها فاذل هو ميت رحمه الله فجعلت تبكى وتقول
يا ضغيماه يا قتيل مولاه ولم تزل كذالك حتى صاحت صيحة عظيمة ووقعت على الارض قال الحسن... فحركتها فاذا هى قد ماتت رحمة الله عليه وعليها ورحمنا اجمعين




اللهم ارزقنا حبك والشوق اليك ورضاك عنا

اللهم آمين