الحجامة ( المعجزة الربانية )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فمن رحمة الله سبحانه وتعالى بهذه الأمة المحمدية أن بعث فيهم رسولا منهم يعلمهم ويربيهم ويزكي أنفسهم ويدلهم على طريق الرشاد والهداية ولم يتوقف عند هذا الحد بل جاء بأدوية حسية لما يعتري هذا الجسد من أمراض وعلل فأردنا أن نضع بين أيديكم هذه المعجزة الربانية (الحجامة ) والتي قال صلى الله عليه وسلم عنها ( شفاء من كل داء)
وسنبدأ حديثنا بالقاعدة الكلية فيما يتعلق بالعلاج بالحجامة
قبلا لدخول في تفاصيل عملية الحجامة أود تأصيل هذه القاعدة الكلية ،وهي كمال دينــنا في جميع المجالات ومنها مجــال الوقايـــة والتـداوي من جميع الأمراض التي ظهـــرت من قبل أوالتــي لم تظـــهر وظهـــــرت الآن أو التــي ستظـــهر في المستقبــل فإن في ديننــا الكامل أدوية لـها تبريهــا بإذن الله تعالى , وإننا لن نَضِلًّ في علاج أي مرض ما دمــــــــــــنا متمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم القولية والفــعلية والتقريرية، عن أبي هريرة رضـي الله عنه، قال رسول الله صلـــــــى الله عليه وسلم : تركت فيكم شيئـين ،لن تضلوا بعدهــــــــما : كتــــاب الله ، وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ على الحوض)إن الطب الذي أرشـدنا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو الطــــب الصحيح الكاملا المنزه عن الخطأ لأنه وحي يوحى قال تعالى :{ وَمَــــــايَنْطِــق عَنِ الْهَـــوَى ، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) ..... وما عـــداه من الطـــب فناقص وذلك لاعتـــــماد البشر في طبهم على التجربة المحضــة وعقولهم القاصرة في فهـــم ما ينفع ويداوي الإنسان ، إن الله تعالى الـــذي خلــــق الإنسـان هو وحـــده القادر أن يبرأه من المرض بالطريقة الصحيحةالخالية من الأضـــــرار قال تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) ـ
أقوال أهل العلم فيذلك
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: وليس طبِّه صلى الله عليهوسلم كطبِّ الأطباء ، فان طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي،صادر عن الوحي،ومشكاة النبوة،وكمال العقل وطبُّ غـيره أكثره حَدْس وظنون،وتجارب،ولا يُنكرُ عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة،فإنه إنما ينتفعُ به من تلقّاه بالقبول،واعتقاد الشفاء به،وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور – لان لم يتلق هذا التلقي– لم يحصل به شفاءالصدور من أدوائها ، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم،ومرضا إلى مرضهم،وأين يقع طــب الأبدان منه فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة،كما أن شفاء القرآن لا يُناسب إلا الأرواح الطيبة والقلـــوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشــــفاء النافع، وليس ذلك لقصور في الدواء،ولكن لخبث الطبيعة،وفساد المحل ، وعدم قبوله.ـ
ما هو سبب جميع الأمراض:
عن انس بن مالك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر ، أوتسعة عشر ، أو إحدى وعشرين ، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله) حديث صحيح أنظر صحيح ابن ماجة 2824.
يدل هذا الحديث الشريف أن الدم يتبيغ (أي يهيج ويثور) في هذه الأيام وأنه إذا لم يخرج بالحجامة فإنه سيتسبب بإصابتنا بالأمراض القاتلة ، سواء زاد كمية أو تكوينا أو الاثنين معا فسوف يتسبب في إصابتنا بالأمراض القاتلة .
إن ما نراه اليوم من انتشار للأمراض القاتلة مثل السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب وأمراض الدم وما دونها من الأمراض هو نتيجة ترك هذه السنة الوقائية والعلاجية العظيمة.
شفاء من كل داء:
1. عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من احتجم لسبعة عشرة من الشهر ، و تسعة عشرة ، و إحدى وعشرين، كان له شفاء من كل داء). حديث حسن أنظر صحيح الجامع 5968 .
2. وعنه أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة , وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء) حديث حسن انظر صحيح سنن أبي داوود 3861 والصحيحة 622
3.وعنه أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس). صحيح الجامع 218 .
4.وعن سمرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما تداويتم به الحجامة) . صحيح الجامع 3323.
5. وعن جابر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الحجم شفاء). مختصر مسلم 1480وصحيح الجامع 2128.
6. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة. صحيح
7. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة، وتزيد في العقل وفي الحفظ . صحيح
9. حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به : أنه لم يمر على ملأ من الملائكةإلا أمروه: أن مر أمتك بالحجامة. صحيح
10. يتبين لنا من هذه الأحاديث الصحيحة أن الحجامة شفاء من كل داء وأنها أنفع وخير ما تداوى به الناس إلى يوم القيامة.
فوائدالحجامة:
تشفي جميع الأمراض (يقينا) كضغط الدم والسكر والسرطان وأمراض القلب والدم والكلية والرئة والجلطات والعقم...الخ
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم)إن في الحجم شفاء) حديث صحيح أنظر مختصر مسلم 1480 وصحيح الجامع 2128
الحجامة والأبحاث الطبية
لقد اكتشفت الأبحاث الطبية هذا العلاج الأكيد للأمراض المستعصية ،فقد أجرى الحجامة فريق طبي مكون من 15 طبيبا من كلية الطب بجامعة دمشق لأكثر من 300 شخص اعتمد فيها على أخذ عينات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة ، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبريه كاملة تم التوصل إلى
نتائج مذهلة، لوحظ فيها اعتدال في ضغط الدم ، والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم ، وارتفاع عدد الكريات الحمر بشكل طبيعي ، وارتفاع في عدد الكريات البيض وزيادة عدد الصفيحات الدموية ، كما لوحظ اعتدال شوارد الحديد بالدم ، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم وانخفاض الكولسترول عند الأشخاص المصابين بارتفاعه
ما هي الحجامة
الحجم في اللغة هو المص ، والحجامة هي عملية إخراج للدم من مواضع محددة – بينتها
السنة المطهرة -على الجسم وذلك بأحداث بعض الجروح السطحية وجمع الدم في المحجم.
موانع الحجامة:
لا يوجد إطلاقا) لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن في الحجم شفاء) أنظر مختصر مسلم 1480
حتى مرضى السكري والناعور (سيلان الدم) لا يمنعون من الحجامة ، أما مرضى السكري فقد أجريت الحجامة لبعض مرضى السكري وبعد تحليل الدم لوحظ انخفاض كبير في معدل السكر.
مواضعالحجامة:
للرجال والنساء
1.الأخدعين (في الرقبة خلف الأذنين)
2.الكاهل (أعلى الظهر ما بين الكتفين)
3. ظاهر القدمين (الموضعمعروف)
أوقات الحجامة
1. في حال الصحة
وتعمل وقاية من الأمراض والدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله:
(ما مررت ليلة أسري بي بملاء من الملائكة إلا قالوا: يا محمد مُر أمتك بالحجامة) حديث صحيح أنظر صحيح الجامع 5671 وصحيح ابن ماجة 2819 بنحوه - وفي رواية (عليك يا محمد بالحجامة). حديث صحيح أنظر صحيح ابن ماجة 2818.
وتستحب في السابع عشر أوالتاسع عشر أو الحادي والعشرين من الشهر العربي والدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله j قال: (من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر ، أو تسعة عشر ، أو إحدىوعشرين ، لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله ) حديث صحيح أنظر صحيح ابن ماجة 2824.
2. في حال المرض
(فتعمل في أي وقت لقوله): (إذا هاج بأحدكم الدم فليحتجم ، فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله) أنظر الصحيحة 2747 وكان الإمام أحمد رحمه الله يحتجم في أي وقت هاج به الدم وفي أي ساعة كانت. ولا يعني ذلك أنها لاتعمل في الأيام المستحبة(17و19و21) من الشهر العربي وإنما المقصود أنها تعمل مباشرةعند وجود المرض كما دل عليه الحديث السابق ذكره (إذا هاج بأحدكم الدم ......) وتستحب أن تعمل في الأيام المستحبة أيضا خصوصا إذا لم يزول المرض بالكلية.
فوائد الحجامــة
يقول الدكتور علي رمضان في مقال له في مجلة صحتك العدد الحادي والعشرون ، أن الحجامة تنفع كثيرا بإذن الله تعالى في الحالات الآتية :
1. حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى .
2. حالات آلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين.
3. بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة .
4. الآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر .
5. الضغط المرتفع.
6. بعض الحالات النفسية وحالات الشلل .
7. وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى.
8. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن " إمساك، عسر هضم، عدم شهية ".
9. الأرق ومشاكل الحيض... الخ. أ.هـ.
تأثير الحجامة على الجن:
الجن يتلبس الإنسان لأسباب عدة منها العين والسحر والعشق والأذى ... الخ ، ويتأثر الجان عندما تستفرغ مادة السحر والعين بالحجامة فتجد المريض في حالة اضطراب وارتعاش بل وإغماء أو حضور كامل أو جزئي قبيل وقت الحجامة .
وبعض الجن يكون مقيداً في أماكن محددة في الجسد ، وربما تكون هذه الأماكن هي مواضع الحجامة ، فأما أنه يهرب قبل الحجامة أو ينفر المريض منها ، وقد مرت علي حالات يحضرالجان حضوراً كاملاً فلا يشعر المريض بالألم حتى أنتهي منه ، وحالات يطلب خادم السحر حجامة المسحور في موضع معين من الجسم لتخفيف كمية السحر الذي يؤثر على المريض، وهذه الأمور غيبية لا نعلم سببها ، فبعض الجن يتأذون من الحجامة وآخرون يطلبون الحجامة والنتيجة واحدة هي منفعة المريض بإذن الله تعالي .
ومن المعلوم أن الجان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ورد في الحديث ، ولعله يتسبب في ترك بعض الأخلاط الضارة في عصب وعضل وعروق الإنسان ، والحجامة تستفرغ هذه الأخلاط إذا ماوقعت عليها .
الحجامة وتأثيرها على العين:
إن العين إذا أصابت الإنسان يكون لها حيزاً وجرماً داخل جسم الإنسان ، إما على شكل بخار أو سائل أو زلال ، ومع الرقية تخرج علىشكل رشح " عرق" أو على شكل بخار مع التثاؤب أو على شكل زلال مع البلغم والإسهالات ،ويستفاد من الحجامة بأنها تمتص العين أو بعضها من الأماكن القريبة من سطح الجلد إذا ما وقعت عليها .
الحجامة وتأثيرها على السحر :
الحجامة تنفع في استفراغ السحر المأكول والمشروب والمشموم والمرشوش على الجسم " الداخلي عموما ".
فالسحر بعد أن يؤكل أو يشرب يستقر في البطن وينتشر مع الدم إلى معظم أعضاء الجسد ، ويكون في مواضع أكثر من غيرها على حسب أوامر السحر ، والحجامة تنفع كثيراً في استفراغ مادة السحرالقريبة من سطح الجلد ، ولكنها لا تصل إلى السحر في أعماق البدن كالذي في أعماق البطن والصدر على الرغم أنه يأذن الله تعالى بأن يستفرغ المسحور أوي يحصل له إسهالا على إثر الحجامة ، وعموما هي نافعة جداً بإذن الله تعالى في استفراغ مادة السحر إذاما تابع المسحور الحجامة على مواضع العقد والألم ومجامع السحر .
أسرار فوائد الحجامة والفرق بينها وبين التبرع بالدم::.
(1) دم التبرع هو الدم الموجود في الأوردة و الشرايين ، وهو الذي يمر في الدماغ والقلب وفي جميع الأعضاء ، وهو أساس الجهاز المناعي والدورة الدموية ... أما دم الحجامة فهوالدم الراكد تحت الجلد ولا يتحرك مع الدورة الدموية ، وهو بمثابة الفلتر للدم ،علما بأن الكبد والطحال يقومان على تجديد الدم ، ولكن لكثرة الأخلاط الدخيلة فإنها تتراكم تحت الجلد في دم الحجامة ، فما على صاحبه إلا أن يقوم بإخراجه كل عدة أشهر ،قبل أن يمتلأ فتبقى الأخلاط الضارة في الدم الرئيسي الذي يعتمد عليه الجسم ، فينتج عن ذلك ضعف الجهاز المناعي الذي يجعل صاحبه معرض للأمراض .
(2) بالتبرع تخرج كرات الدم الحمراء السليمة... أما بالحجامة فتخرج كرات الدم الحمراء الهرمة.
(3) تخرج كرات الدم البيضاء 100 % مع دم التبرع... أما مع دم الحجامة فإنها تخرج فقط 15 % أو أقل من ذلك ، لأن تركيزها في الدم الرئيسي ، وبذلك يقوىالجهاز المناعي.
(4) يخرج الحديد مع التبرع 100% أما في دم الحجامةفإنه معدوم ، وبذلك يرتفع الحديد و الهيموغلوبين .
(5) دم الحجامة مملوء بالأخلاط و الترسبات الضارة التي لم يجد لها الأطباء مثيلا عند التحاليل على الدم ،وذلك لأن التحاليل عند الأطباء تتم عن طريق الأوردة من الدم الرئيسي.
(6) مهما أخرج الشخص من جسمه دم التبرع ، فإن ذلك لا يحرك من دم الحجامة شيء.
(7) عند التبرع يخرج الشخص أفضل دم من جسمه ، بكامل خصائصه... أما بالحجامة فإنه يخرج أسوأ دم ، ويعوضه بعد فترة قصيرة بأفضل دم.
( بالحجامة يتبرع الشخص لنفسه ، كيف ذلك ؟!
إذا كان في جسم كل إنسان دم سليم نافع ، ودم سيء ضار ، فلماذا يخرج من جسمه الدم النافع ، ويترك الضار، ولكنه إذا احتجم ، فأخرج الدم ذو الأخلاط والترسبات الضارة ، فتتم بعد ذلك عمليةالاستبدال مباشرة من الأوردة إلى مواضع الحجامة عن طريق الشرايين والشعيرات الدموية، فبذلك يكون قد تبرع الشخص لنفسه ، و يكون هذا الدم مستعدا لاستقبال أخلاط جديدةكانت موجودة في الدم الرئيسي لم تجد لها مخرجا ، وما هي إلا أيام قليلة فيقوى الجهاز المناعي ، و تقوى الدورة الدموية ، و يرتفع الهيموغلوبين ، و ترتفع نسبةالحديد ،
و تنشط الغدد اللمفاوية .
علينا أيها الأحبة الرجوع إلى مشكاة النبوة ففيها الخير لنا واسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بهذا العلم العظيم وان يرزقنا العمل بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم